القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار

مشروع المؤسسة و كيفية بناء المشاريع

مشروع المؤسسة و كيفية بناء المشاريع

مشروع المؤسسة و بناء المشاريع


مشروع المؤسسة و كيفية بناء المشاريع

بناء المشاريع :

إن إعداد المشروع وقيادته وتقويمه ليس عملية سهلة وبسيطة بل هو عمليات معقدة تختلف باختلاف أنواع المشاريع، فإدارة مشروع شخصي يختلف عن إدارة مشروع مؤسساتي أو تنموي، بالنظر إلى حجم النتائج وطبيعتها، وبالنظر إلى حجم الوسائل وتعدد الشركاء والمتدخلين، كما أن تحديد الحاجيات والاستجابة لها، ليست عملية بسيطة لكون الاستجابة ليست دائما وظيفية فقط ، بل نوعية أيضا.

1)    تعريف مشروع المؤسسة:

هو خطة تفرض نفسها بدافع الحاجة إلى الانتقال من وضع قائم إلى وضع مرغوب فيه وتتميز هذه الخطة بكونها متكاملة العناصر، متناسقة تسعى إلى تحقيق الأهداف التي حددتها المؤسسة لنفسها، وذلك بعد تشخيص محكم وضبط دقيق للإمكانيات المادية والبشرية مع مراعاة الوسط المدرسي والمحيط الخارجي. ويبنى على قاعدة
تعاقدية تنظم العلاقات بين الأفراد المتعاملين وتحدد الأدوار والمسئوليات (عقد بين المؤسسة والأولياء ، بين المعلم والمتعلم وبين كل الأطراف التربوية) يكون فيه التلميذ المحور الأساسي والمستفيد الأول لان الرهان هو القضاء على الفشل المدرسي والارتقاء بالنتائج كما و كيفا .

2)    شروط بناء المشروع :

·        مراعاة الأهداف الوطنية للتربية .
·        مراعاة خصوصية المؤسسة .
·        واقعية الأهداف .
·        وضوح العمليات.
·        توظيف المؤشرات .
·        مراعاة الإمكانيات البشرية والمالية المتوفرة فعلا في المؤسسة.
·        مراعاة النصوص التشريعية والتنظيمية.

3)    أهداف مشروع المؤسسة :

نصت المادة 5 من القرار الوزاري المنشئ لمشروع المؤسسة على أهداف و غايات المؤسسة ، حيث يهدف مشروع المؤسسة على الخصوص إلى :
·        ترجمة الأهداف العامة و التوجيهات الرسمية للتربية و التعليم إلى نشاطات فاعلة و ممارسات عملية .
·        فتح المجال أمام الجماعة التربوية للقيام بمبادرات من أجل تطوير مناهج التسيير و رفع مردودية المؤسسات و ترقية مستوى التعليم و تحسين نوعيته .
·        الانتقال بالمؤسسة المدرسية من وضعية التلقي و التنفيذ إلى وضعية المشاركة في رسم الأهداف  وكيفيات تحقيقها في الآجال المقترحة .
·        الاعتماد على الإمكانات المتوفرة و توظيفها الفعال و ترشيد استغلالها بما يخدم الأهداف التربوية و يثمن المجهود الجماعي .
·        إشراك الجماعة التربوية في ضبط التصورات و الأولويات الخاصة بالمؤسسة لتحرير الطاقات و تحفيز روح المبادرة و ترقية الحس بالمسؤولية . 
·        تنظيم التفكير الجماعي و فتح باب الحوار و الاستشارة الواسعة بما يحقق الانسجام في الوظائف و التنسيق في الأنشطة خاصة داخل المجالس المختلفة .
·        إدخال التحسينات على الأداء التربوي و الوظيفي و اعتماد منهج المتابعة للأنشطة و التقييم الدوري للنتائج .
·        التكفل باحتياجات التلاميذ من حيث مقتضيات التمدرس و تحسين الحياة المدرسية  و النتائج المدرسية .
·        تدعيم النشاطات البيداغوجية و تكملتها بالفعاليات الثقافية و الرياضية و الترفيهية .
·        انفتاح المؤسسة على المحيط الخارجي و تجنيده حولها و حمل مختلف الشركاء و المتعلمين مع المدرسة على المساهمة في تحسين الأداء و الرفع من المردود.

4)    مراحل مشروع المؤسسة :

إنّ العمل بفكرة المشروع تستدعي اعتماد جملة من المراحل المتسلسلة منطقيا و زمنيا تسودها روح العقلانية والواقعية في التطبيق و تتفادى كل عمل ارتجالي و عفوي تسهل إدارة مشروع المؤسسة. غير أن هذه المراحل الواجب إتباعها أثناء العمل بالمشروع ما هي إلا تجسيد لتغيير مخطط تقوم به القيادة المدرسية. و جاء توضيح للعمليات التي يجب على القيادة المدرسية أن تتخذها و تتبعها أثناء إدارتها للمشروع ، حيث تؤكد الوصاية على أن كل إجراء يهدف إلى إحداث تعديل على سلوك الأفراد في إطار تسيير الموارد البشرية ينبغي أن يمر بثلاث عمليات هي :
 ـ التذويب : و تتمثل في العمل على إزالة المواقف و الأفكار و السلوكات القديمة المراد تغييرها بإقناع الأفراد على فسادها أو عدم صلاحيتها .
  ـ التثبيت : و تتمثل في العمل على اكتساب الأفراد مواقف و أفكار أو سلوكات جديدة مغايرة للأولى بسبل عديدة .
ـ التجميد : و تتمثل في ترسيخ السلوكات الجديدة بالممارسة .

1)    مرحلة التحسيس :

و هي ركيزة أساسية قبل الانطلاق في إعداد المشروع ، تعتبر من مهام القيادة المدرسية حيث يطلق عليها مرحلة ما قبل المشروع ، وفي إطار تجسيد العمل بفكرة مشروع المؤسسة ميدانيا فإننا نحتاج إلى وضع شبكتي إعلام و تبليغ واسعتي النطاق لأنه بدونهما لا يمكن أن نحقق التطلعات العميقة التي نرمي إلى بلوغها مع جميع المتعاملين و إعطائهم حقهم في :  
1- الإحساس بالوضعية و توفر الرغبة في السعي من أجل تغيير الوضعية في المؤسسة و تعديل الحياة المدرسية في مختلف مجالاتها التربوية و البيداغوجية قصد تحسينها و تطويرها من خلال الإعلام .
2-  الإحساس بالحاجة إلى العمل بمشروع المؤسسة دفعا للرتابة و الترهل الإداري ة الإخلاء إلى العادة  و التكرار مما يمت الحياة المدرسية و يفقدها الحافز و يجعل العمل في المؤسسة سجنا بغيضا يسعى المعنيون إلى التحرر منه ، و السماح بالتعاون عن طريق الإشراك و المشاركة .
3-  القيام بمعاينة وضعية المؤسسة للوقوف على المشكلات التي تعاني منها المؤسسة أو التي تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة أو تلك المعضلات الناشئة بسبب تواطؤ المتغامسين و المثبطين للعزائم و الذين لا تخلوا منهم مؤسسة و لهم نفوذ لأن التيار في غالب الأحيان يسايرهم و يدعم مسعاهم ، و فسح مجال للتعبير عن الرأي و تبادله في إطار من الإقناع و الاقتناع .
و في هذا الصدد يجب تسطير إستراتيجية جديدة لإيصال فكرة مشروع المؤسسة بطريقة مقنعة و بناءة حتى تجد إقبالا على جميع الأصعدة و لتحقيق ذلك ينبغي تحديد الميادين و الأساليب المتعلقة بعمليتي الإعلام والتبليغ انطلاقا من المركزية و الوصول إلى مختلف المستويات التي تشكل القاعدة الفاعلة في تطبيق مشروع المؤسسة ، حيث تتم عملية التبليغ و الإعلام على النحو التالي :
أ ـ عقد جمعية عامة لجميع أطراف الجماعة التربوية من أجل تحسيسها و توعيتها و طرح الفكرة للمناقشة و تبادل الآراء قصد الاقتناع بها دون أي ضغوطات .
ب ـ تنظيم جلسات عمل لمختلف الفئات من أجل قراءة و شرح الوثيقة المتعلقة بمشروع المؤسسة و طرح الفكرة للمناقشة و إبداء الرأي و تتم هذه العملية على المستويات التالية ( مجالس التعليم لمختلف المواد ، الاستشارة ، مندوبي الأقسام ، مجلس التربية و التسيير ).
مما سبق يمكن القول بأن هذه المرحلة هي مرحلة إعلام و تواصل تمهد للمشروع و تواكبه و ذلك باستعمال أساليب التوعية و التثقيف و إثارة الاهتمام و بث روح الإقبال على المشاركة قصد إقناع العاملين بالمؤسسة والمتعلمين و الشركاء بأهمية المشروع بهدف تغيير ذهنياتهم ، و بالتالي استقطابهم لدعمهم و المساهمة بأعمالهم في إعداده ، لذا  يجب أن تتم على أحسن وجه و بكل جدية و اهتمام لتمس جميع المستويات و أن نجاح عملية الأعلام و التبليغ و التحسيس بفكرة العمل  بمشروع المؤسسة يرتكز على الوسائل المسخرة لها من طرف جميع الشركاء .و من النتائج المترتبة على هذه المرحلة تكمن في :
1-  تغيير ذهنيات العاملين .
2- تشكيل فريق لقيادة المشروع .
3-  التفاف عام حول مشروع المؤسسة .
تهدف هذه المرحلة إلى هدم كل أنماط السلوكية و الأفكار القديمة التي يحملها العاملين بالمؤسسة ( التصرفات التقليدية المرتبطة بالنظام السابق التي أصبحت لا تواكب المستجدات الحاصلة في محيطها )، حتى تترك مجال
لتقبل الأفكار و السلوكيات الجديدة و التي يحملها مشروع المؤسسة ( ملاحظة : هذه تعتبر مرحلة ما قبل المشروع التخلي عن كل ما هو مرتبط بالقديم ).

2)    مرحلة التشخيص :

تعتبر قاعدة انطلاق لبناء المشروع ، حيث تكون البداية من واقع المؤسسة على أساس أنها المكان الاستراتيجي للتغيير في المنظومة التربوية ، و المؤسسات لا تعيش نفس الواقع و لها خصوصيات تميزها عن بعضها البعض ، و تبدأ هذه المرحلة قبل بناء المشروع في دراسة وتحليل وضعية المؤسسة ، بإحصاء المعطيات الموضوعية المتوفرة أصلا في المؤسسة كوضعية التلاميذ و الموظفين و الهياكل و الوسائل البيداغوجية و الموارد و المحيط (الموقع الجغرافي الاجتماعي و الثقافي ) و ذلك بإشراك التلاميذ و الأساتذة و كل المتعاملين على المستوى الداخلي و الخارجي للمؤسسة في جمع هذه المعلومات عن طريق إجراء التحقيقات و استغلال جميع الوثائق المتوفرة .و في هذه المرحلة ينبغي إشراك أكبر عدد ممكن من المساهمين في المشروع لجلب اهتمامهم و تحسيسهم بأهمية دورهم و الاستجابة لانشغالاتهم لضمان مشاركتهم في المشروع و الانضمام إليه والمساهمة في تحليل المعطيات ، من أجل الوقوف على النقاط الإيجابية و السلبية و حصر الاحتياجات ومعرفة الصعوبة التي تواجه تطبيق المشروع و الهدف من هذه المرحلة هي الوصول إلى الفهم الدقيق للوضعية المعاشة قبل  اتخاذ أي قرار و ذلك عن طريق التأكد من صحة واقعية المعطيات الموجودة بمقارنة مصادرها و مقارنتها ببعضها و تشخيصها و تحديد الأولوية في اختيار الحلول المناسبة لها .
و نعني بالتشخيص وصف الصعوبات و المشاكل و تصنيفها و ترتيبها حسب الأولوية و البحث عن أسبابها    و تحديد طبيعتها : ( بيداغوجية ، تربوية ،تنظيمية ، علائقية ، اجتماعية ...) ، وينبغي ألا تضخم هذه الصعوبات فهي تتضمن لا محالة جوانب ايجابية يستدل بها و تستغل في إيجاد الحلول المناسبة  .  

3)    مرحلة البناء :

بعدما تطرقنا إلى ما قبل بناء المشروع و حللنا وضعية المؤسسة من جميع جوانبها و المتمثلة في إقناع مختلف
أطراف الجماعة التربوية بتبني فكرة العمل بالمشروع و القيام بإحصاء المعطيات و تحليلها وتشخيصها        و اختيار الحلول المناسبة لها و تحديد الأهداف و مستوياتها و تعريفها نستعرض الآن مراحل بناء مشروع المؤسسة التربوية ويتم عن طريق الفرق إلي تشكل فوج القيادة خلال مرحلة تحديد الأهداف و تسطير العمليات في بناء العملية التي كلفت بها و تضع لها بطاقة فنية حسب مقتضيات المشكلة المراد معالجتها و تقديمها لفوج القيادة الذي يقوم بدوره بدراسة هذه البطاقات لمراعاة الانسجام و التكامل فيما بينها ثم يقوم بانجاز وثيقة شاملة تراعي فيها الإمكانيات الضرورية للمؤسسة و الضغوطات التي تتعرض لها سواء كانت داخلية مثل وجود مطعم أو عدم وجوده ، أو وجود مكتبة أو عدم وجودها ،  وجود وثائق أو عدم وجودها ، وطاقة استيعاب المؤسسة في الأنظمة الثلاثة : داخلي ، نصف داخلي أو خارجي ، نوع المؤسسة من حيث البناء .
أما الضغوطات الخارجية فتتمثل خاصة في المواصلات و الميزانية و الإيرادات الخارجية عنها ، و التشريع المدرسي و القانون الإداري و سلوكات المتعاملين ، فأحيانا مساعدة و أحيانا معرقلة . فبعد ضبط إستراتيجية (تخطيط ) الانجاز ( من يفعل ؟ ماذا ؟ كيف؟ لماذا ؟) حسب رزنامة تمتد من سنة إلى ثلاثة سنوات يتولى فوج القيادة تقديمها لمجلس التربية و التسيير من أجل الدراسة و الموافقة ، وفي حالة عدم موافقة المجلس يقوم فريق القيادة بتنقيح الوثيقة و إثرائها بناءا على الملاحظات المسجلة بضبط برنامج الأنشطة المختلفة و تدوين كل النقاط بالتدقيق  ثم يقدمها من جديد إلى المجلس و بعد مصادقته عليها يرفع المشروع إلى اللجنة الولائية لمراقبته فإذا لمست فيه الموضوعية و قابلية التحقيق و عوامل التحسين و التطوير طبقا للأهداف الوطنية المسطرة في المنظومة التربوية و البرامج الرسمية تصادق عليه و تعطي إشارة الانطلاق لتنفيذه .

4)    مرحلة الانجاز :

بعد مصادقة اللجنة الولائية على المشروع يتولى فوج القيادة على مستوى المؤسسة توزيع المسؤوليات على الفرق المسؤولة للشروع في تنفيذ عملياتها حسب الخطة المسطرة لها و تقوم هذه الفرق بالتنسيق مع فوج القيادة بمتابعة انجاز العمليات قصد ضبطها و تعديلها إن اقتضت الضرورة ذلك أو التأكد من سيرها سيرا حسنا. فإذا كانت مختلف العمليات تسير في ظروف حسنة فلا داعي للتدخل، وإذا واجهتها صعوبات خلال
مراحل الانجاز .فبجب تصحيح الوضعية و إحداث التغيرات المناسبة في الوقت المناسب سواء على مستوى (تغيير مسؤولين أو وسائل أو المنهجية ) وذلك عن طريق إجراء تقويم مرحلي ( ظرفي ) و يعتبر هذا التقويم الظرفي تعديلي وتصحيحي و كضابط من أجل التحكم في المشروع و إعلام كافة الجماعة التربوية و جميع المتعاملين و المتدخلين بتصور و نتائج المشروع .  

5)    مرحلة التقويم العام  :

و تعني بمرحلة ما بعد المشروع  و هي مرحلة تقييم النتائج النهائية له حسب الخطة التي سطرت لانجازه و بعدها سنجد أنفسنا أمام ثلاث احتمالات فإما :
     ـ العلاج إذا كان مشروعنا في أخطاء أو ضعف.
     ـ الاستمرارية و التعمق إذا كان ناجحا.

     ـ الشروع في وضع مشروع جديد أذا حققنا المشروع الأول بصفة مرضية

6)    تجسيد المشروع ميدانيا :
تكون عملية تجسيد المشروع ميدانيا بواسطة جملة من العمليات و بطاقات فنية تنجز بعناية و دقة من طرف الفوج القيادي ( توزيع الأعمال على الخلايا المنصبة تبعا لطبيعة الموضوع ) .
أمثلة عن ذلك :   ـ الاتلافات في الوسط المدرسي .
ـ رفع نسبة الارتقاء من السنة أولى متوسط إلى السنة الثانية متوسط .



تعليقات